مقتطفات حاسمة من تاريخ المغرب.

مقتطفات حاسمة من تاريخ المغرب.
قبائل بني زروال وحرب الريف( محمد بن عبد الكريم الخطابي ).
انه من الصعب بما كان، حصر شخصية لمقاوم قل ما جاد بمثله الزمان هو محمد بن عبد الكريم الخطابي، جمع بين العلم والمعرفة والسياسة والشجاعة والحسم و الصوفية البناءة  وحسن الخلق ،  فرض احترام العالم وكان قدوة لكل احرار الدنيا .  فما  هي الأجواء التي تكون فيها رجل يحمل في جيناته هاته الشجاعة وهذا القدر ؟
.كان لابد أن انزل الرجل منزلته قبل  أن اتكلم عن الحالة الساءدة قبل دخول فرنسا و اسبانيا ...في غالب الأحيان كانت المنطقة الشمالية خاضعة لسلطة المخزن مع بعض الفترات ضعف هذا  الأخير  مما  يجعل السلطة المحلية تسوس نفسها والبيعة قاءمة على مر العصور  هذا ما نود  توضيحه ,عكس ما يروج له من كتابات أجنبية تصور الاشياء بطريقة عكسية وتشوه المفاهيم وتخلق النزاعات وتكون هي المستفيد الوحيد من ذلك.
ظهر ال الخطابي في قبيلة بني ورياغل وخصوصا عبد الكريم ابا محمد عند محاربته  الزرهوني (بوحمارة) وثورته في الريف بدافع اجنبي ضد السلطان  وقد تم  ابعاده عن منطقة الريف .
 ولد محمد بن عبد الكريم 1882 م بقرية اجدير كان والده قاضيا على بني ورياغل وقد زار محمد واخوه مليلية عدة مرات واطلعا على الثقافة الغربية وكان الأب يحلم بثقافة عالية لابناءه  واطلاع كامل  لما يحدث في العالم .
قضى محمد بن عبد الكريم الخطابي ٤ سنوات في جامعة القرويين 1905- 1909  تتبع عن كثب كل احداث هاته الفترة الحرجة ،  عاد بعد ذلك إلى اجدير ، تمكن والده من توظيفه مدرسا في امليلية ثم مترجما في مكتب الشؤون الأهلية في مليلية نظرا  اتقانه الاسبانية والفرنسية ومواهبه الدبلوماسية وقد  احتك بالسلك العسكري واطلع على التنظيم العسكري والاداري في المنطقة المغربية الخاضعة لإسبانيا.
شغل منصب قاضيا في مليلية والنواحي  1914 م وهكذا  دخل في اتصال مع سكان الريف .قامت الحرب العالمية الأولى ولجات المانيا للاتصال بالوطنيين  في المغرب قصد التحرك معها ضد فرنسا وخلق ثورات من طرف القبائل ، تعرض  محمد بن عبد الكريم الخطابي لمواقف افهمته ان القوى الإمبريالية لا تبحث إلا عن مصالحها وان اسبانيا بدأت تتعامل بطريقة سيئة مع الأهالي ولا تحترم احد ، في 1920 دخلت اسبانيا إلى الشاون رسميا مع ان  الشاون كانت تعتبر بالنسبة لسكان الريف مدينة الأولياء والصالحين فهبوا للدفاع عنها وعلى رأسهم  الشيخ عبد الكريم الخطابي ابا محمد،  وقتل الرجل المسن هناك وحل ابنه محمد محله....كانت هاته الاحداث المتسارعة كافية حيث بلغ السيل الزبى ليدخل محمد بن عبد الكريم في تعبئة شاملة بقباءل الريف.....
استطاع هذا الرجل بعد سنة من ثورته على الإسبان اثبات وجوده، الانتصارات متتالية وخصوصا  معركة أنوال.
لقد استعمل قوة معرفته للمجال وسرعة تحرك المقاتلين ومبادئ جديد في حرب الجبال la guérilla  مواجهات هادفة ونصب كماءن..... 
قوة محمد بن عبد الكريم الخطابي بدأت تثير مخاوف فرنسا حيث ان اسبانيا فشلت في الحفاظ على منطقة شمال المغرب حسب الاتفاقيات الدولية .
1921 اعلن محمد بن عبد الكريم عن تاسيس الحكومة الريفية  وما تبع ذلك من تنظيمات ومؤسسات بوساءل بسيطة وهمم عالية وسياسة خارجية لكنها  هشة  وتحتاج إلى تمويل ، ولا تسير في اتجاه القوى الإمبريالية التي كانت تخطط لغزو ونهب خيرات افريقيا . ....
مجمل القول 1925 م  كانت قوة بن عبد الكريم الخطابي بدأت تهدد فعليا الوجود الفرنسي ، لجأت فرنسا إلى حيل متعددة لاستمالة قباءل بني زروال واستعملت بعض الزوايا  ....كانت بني زروال في الموقع الحدودي بين حدود القوات الفرنسية والقوات الاسبانية مع العلم ان قباءل بني زروال كانت من حصة اسبانيا ولم تستطع الوصول إليها، فرنسا لا تود الدخول حسب الاتفاقيات فبقيت بني زروال في حياد كامل .(حدود واد ورغة.)
..استطاع محمد بن عبد الكريم استمالة جل قباءل بني زروال، اشرس المعارك تمت على حدودهم(معركة بيبان ...)استطاع الجيش الريفي الاقتراب من تازة،  وأصبح كذلك قريب من واد  اناون 30 كم على مشارف مدينة فاس ، وكتبت قباءل بشمال فاس تازة طلبها بالنضمام اليه والهروب من القبضة الفرنسية ...
الجنرال اليوطي كان استراتيجي في حروبه اتخذ أسلوب دفاعي أمام تحركات قوات المقاومة، فطلب المدد، لجؤوا جميعا إلى المفاوضات لان فرنسا استعملت عملاءها للهجوم  على قباءل الريف.....ومحمد بن عبد الكريم لم  تكن له القوة الكافية لمواجهة الجيوش الجرارة.....
حاول القاءد الريفي التفاوض مع فرنسا  وإسبانيا على حدا   لكن قوى الشر  يدا واحدة رغم اختلاف المصالح .
أبريل 1925
تحركت فرنسا وراء واد ورغة في اتجاه قلب الريف، وقام الضباط الفرنسيين بدعاية واسعة في الريف النجاة من الهلاك ان فرنسا  ستقضي على جميع الثوار ....وصلت إلى ترجيست وكان محمد بن عبد الكريم الخطابي مقررا مواصلة المقاومة والالتجاء عند قباءل جبالة الأشاوس الاوفياء  كما  ذكر  ... 27 مايو 1926استسلم القاءد بعد أن علم  ان هذا هو الحل الوحيد للتخلي عن فكرة الابادة الجماعية الممنهجة من طرف فرنسا والإسبان آنذاك.
نود التأكيد  ان قباءل بني زروال لم تستسلم للتو  حين سقوط القاءد  بن عبد الكريم بل استمرت في دفاعها عن قباءلها وقصفت فرنسا  بالطائرات  قرى باكملها وأسواق ممتلءة عن آخرها.......  
  مقتطفات من كتاب محمد العلمي (محمد عبد الكريم
 الخطابي زعيم الريف) 
مقتطفات  من الذاكرة الشفهية للمكان.
ذ : رشيد الوارتي

ذات الصلة

There is no other posts in this category.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

إرسال تعليق